-A +A
حامد عباس
ليس من باب الحسد أن نضرب هذا القطاع عينا تطيح به وبأرباحه! على الأقل ليرتاح الناس من النقال والجوال والموبايل وغيرها، إضافة إلى الرسائل النصية والإنترنت وغير ذلك من الوسائل التقنية الجديدة لنعيش هدوءا ورتابة تنابلة السلطان كما كانوا في كل الأزمنة بما فيهم زماننا؟! أما أمر الحسد فهو خارج القدرة الذاتية ــ وقانا الله وإياكم شر الحاسدين ــ وإن كان المشتركون في هذه السوق الهائلة بما يدفعونه من مليارات من جيوبهم الهزيلة مقابل خدمات كسيحة، وثرثرات لا حدود لها من إنتاجهم: يتمنون لو استطاعوا أن يجدوا أحدا يأخذ لهم حقوقهم من هذه الشركات التي تربح المليارات من دون جهد يذكر!! يضاف إلى ذلك اقتحام سمج من هذه الشركات لخصوصية هذا المشترك برسائل إعلانية في كل الأوقات تشغل باله ووقته، وتنصب له الكمائن لسحب ما تبقى في جيبه ــ إن بقي ــ دون أن يكون له من الكعكة الضخمة نصيب وحتى لو كان فتاتا كنوع من الترضية لهذا المسكين الذي ينزف نقدا ودما وألما وثرثرة غير مفيدة في الغالب؟! وتبحث عن حكم عدل ينصفك من هذا الذي يحدث فلا تجد قرارا حاسما من هيئة الاتصالات مهما حاولت؟! ولكن عندما تتنافس الشركات على تخفيض الأسعار لمصلحة المستهلك تجد هذه الهيئة مرفوعة الصوت حازمة وجازمة ضد هذا المسكين لحماية مبدأ التنافس!؟ وكأن هذه الشركات العملاقة قاصرة وفي حاجة إلى حماية من مجالس إداراتها عندما ترغب في تخفيض الأسعار باعتباره سيضر بها وبالاقتصاد الوطني!؟ بينما إثقال كاهل المشترك المسكين فلن يضر أحدا سوى نفسه، وهذه مشكلته وكأنها غير مؤثرة في اقتصاد الوطن؟!
أما بعض هذه الشركات فأمرها عجب!؟ فرغم أن كل نمو في عدد مشتركي المنافسات لها يكون على حسابها فإنها ما زالت تعمل بنفس أسلوبها ــ عدا الأسعار فقط ــ وغير ذلك تدور في نفس الفلك، رغم الحجم الهائل في موازنة الإعلانات والترويج!
ورغم أنني صاحب مصلحة في هذه الشركة إلا أنني أستغرب أنها لا تهتم بالمشترك الذي من المفروض أن تحرص عليه لئلا تخطفه الشركات الأخرى، فهي تغزو جواله بالرسائل الإعلانية وتحصل على عائداتها! وعندما يضج احتجاجا تعرض عليه التخلص من هذه الرسائل المزعجة ببرنامج مدفوع الثمن لتحصل في كلتا الحالتين الثمن نقدا! وعلى المتضرر أن يضرب رأسه ومعه رؤوس عائلته ومن يلوذ به في كل حوائط منزلهم وأيضا منازل الجيران في الحي وإن لم تسكت غيظه فلديه أحياء المدينة؟!
مشكلتنا كمستهلكين (زبائن) أننا نفتقر لثقافة الدفاع عن حقوقنا، كما ليس لدينا مؤسسات مجتمع مدني تقودنا بفعالية لحماية هذه الحقوق! وتصوروا لو استطعنا التوقف عن الثرثرة لمدة شهر واحد فقط؟! فهل نفعل..!؟ وهل يستطيع حماة العدالة أن يتطوعوا دفاعا عن فئة المساكين الثرثارين..؟!
* مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
hamid_abbos@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة